@ 198 @ بالجباح أصله من مالقة فيما بلغني وتجول في أقطار الأندلس وسواحلها سائحا ومتبتلا منقطعا وكان من كبار الزهاد وأفراد العباد واستقر بتنسية في ولاية أبي زكرياء يحيى بن علي بن غانية عليها فاستخلصه لنفسه وأسند إليه بشرق الأندلس النظر في أساري المسلمين وفكهم فوفى من ذلك إلى ما حمد فيه غناؤه واشتهر به استقلاله وصحب هناك أبا محمد القلني الحافظ وحضر وفاته وهو تولى غسله مع أبي إسحاق بن ترحيب وغيره وكان مقتصرا على مرقعة يلبسها ويدع الانتعال متبعا في ذلك بعض الصالحين ذكره ابن سفيان ولم يذكر تاريخ وفاته وفيه عن غيره .
502 علي بن يوسف بن خلف بن غالب العبدري من أهل دانية يكنى أبا الحسن ويعرف بابن أبي غالب أخذ القراءات عرضا عن أبي حفص عمر بن أبي الفتح وأبي بكر عتيق بن محمد بن عبد الحميد وروى عن أبي بكر بن الحناط وأبي العباس بن عيسى وشاركه فيه أخوه محمد وأبي بكر بن برنجال تفقه بهم وسمع منهم وعن أبي بكر بن أسود وأبي الوليد يونس بن بنج وأخذ اللغات والآداب عن أبي بكر اللباتي وأبي عبد الله بن الخصال لقيه بدانية وكان ينزل على أبي بكر بن الحناط وعن أبي عبد الله محمد بن عمار الميورقي وأبي محمد عبد العزيز بن عثمان المعروف بابن الصيقل وغيرهم وأجاز له أبو عبد الله المازري وكان فقيها مشاورا عالما بالفتيا صدرا فيها حافظا للمسائل عارفا بعقد الشروط أديبا بليغا مدركا نحويا لغويا فكه المجلس له حظ من قرض الشعر والتكلم في المعاني وقد ولي الأحكام بيبران من أعمال بلده مدة طويلة وأفتى إلى آخر عمره مولده في الثالث عشر من صفر سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة وتوفي آخر سنة اثنتين أو أول سنة ثلاث وستين وخمسمائة قاله ابن عياد وقال ابن سفيان توفي سنة تسع وخمسين ولا أدري من الغالط منهما