@ 128 @ سمعت أبا بكر بن الجد وناهيك به من شاهد في هذا الباب يقول غير مرة ما أعلم بالأندلس أحفظ لمذهب مالك من عبد المنعم بن الفرس بعد أبي عبد الله بن زرقون وبيته عريق في العلم والنباهة وله ولأبيه وجده رواية ودراية وجلالة كان كل واحد منهم فقيها مشاورا وعالما متفننا وألف كتابا في أحكام القرآن جليل الفائدة من أحسن ما وضع في ذلك قد رأيته ورويته عن بعض أصحابه وله في الأبنية مجموع مفيد حدث عنه جلة من شيوخنا وأكابر أصحابنا وغيرهم وسماه أبو عبد الله التجيبي في مشيخته وقال لقيته بمرسية في سنة 566 وقت رحلتي إلى أبيه ورأيت من حفظه وذكائه وتفننه في العلوم ما عجبت منه وكان يحضر معنا التدريس والإلقاء عند أبيه فإذا تكلم أنصت الحاضرون لجودة ما ينصه وإتقانه واستيفائه لجميع ما يجب أن يذكر في الوقت وكان نحيف الجسم كثيف المعرفة عظيمها شاعرا مطبوعا وأنشدني كثيرا من شعره واضطرب في روايته قبل موته بيسير لاختلال أصابه في صدر سنة 595 مع علة خدر طاولته فترك الأخذ عنه إلى أن توفي وهو على تلك الحال عند صلاة العصر من يوم الأحد الرابع من جمادى الأخرى سنة 597 ودفن خارج باب إلبيرة وحضر جنازته بشر كثير وكسر الناس نعشه وتقسموه ومولده سنة 524 كذا قال أبو سليمان بن حوط الله وأبو القاسم بن فرقد وغيرهما وقال أبو جعفر بن الدلال مولده سنة خمس وعشرين على ما أخبره به ابنه أبو يحيى عبد الرحمن بن عبد المنعم وقال ابن سالم مولده آخر سنة 525 وكذلك قال أبو محمد بن القرطبي وحكى أنه أخبره بذلك .
311 عبد المنعم بن علي بن محمد بن ابراهيم بن الضحاك الفزاري من أهل غرناطة يكنى أبا محمد روى عن أبي الحسن شريح بن محمد أجاز له وعن غيره