@ 83 @ يابرة وسكن أبوه قرطبة ونشأ هو بها يكنى أبا الحسن أخذ عن أبيه وهو كان القارىء لما يسمع منه وكان يسمى الزاهد لورعه وفضله وصحب بني حمدين وكتب لهم أيام قضائهم ثم استخدمه السلطان بعد ذلك في الكتابة فنال دنيا عريضة وعدل عن طريقته الأولى حتى قال في ذلك وأنبأني به التجيبي أنشدني أبو الحسن علي بن عتيق بن مؤمن وأخوه أبو القاسم عبد الرحمن قالا أنشدنا أبو محمد عبد الله بن شعيب القرطبي قال أنشدني أبو الحسن عبد الملك بن عياش الكاتب لنفسه بديهة وذكر قصة لها حذفتها .
( عصيت هوى نفسي صغيرا فبعدما % رمتني الليالي بالمشيب وبالكبر ) .
( أطعت الهوى عكس القضية ليتني % خلقت كبيرا وانتقلت إلى الصغر ) .
وأنشدنيها أبو الربيع بن سالم قال أنشدني أبو الحسن بن عياش لأبيه إلا أنه قال فعندما قال التجيبي وكتب لي أبو القاسم البيتين بخطه وقد سمعت شيخنا أبا الخطاب بن واجب غير مرة ينشدهما مستحسنا لهما ولا أعرف له إسنادا فيهما ثم يتبعهم ببيت مفرد لابنه أبي الحسن علي بن عبد الملك وهو .
( هنيئا له إن لم يكن كابنه الذي % أطاع الهوى في الحالتين وما اعتذر ) .
وتابعه على ذلك أبو الربيع بن سالم وهذا البيت رابع أربعة أبيات قد كتبتها في معجم مشيختي وكان عبد الملك مع تقدمه في الآداب وتصرفه في النثر مشاركا في النظم من أبرع الناس خطا وأحسنهم وراقة وكانت له من الولاة منزلة جليلة وكان ممدحا وأصهر إليه أبو عبد الله بن زرقون وتوفي سنة 568 .
199 عبد الملك بن علي بن سلمة المددي ومدد في غافق من أهل بلنسية