@ 268 @ الإيادي من أهل إشبيلية يكنى أبا العلاء نشأ بشرق الأندلس وبقايا داره بجفن شاطبة لم تزل معروفة به إلى أن تملكها الروم وأجلوا عنها المسلمين وذلك في رمضان سنة 645 ورحل إلى قرطبة فلقي بها أبا علي الغساني وصحبه وأخذ عنه وأشار عليه بصحبة أبي بكر بن مفوز وأبي جعفر بن عبد العزيز ليستفيد منهما ويأخذ صناعة الحديث عنهما وسمع من أبي محمد عبد الله بن أيوب الحديث المسلسل في الأخذ باليد وكتب إليه أبو محمد الحريري ومال إلى علم الطب الذي أخذه عن أبيه فمهر فيه وأنسى من قبله إحاطة به وحذقا لمعانيه حتى إن أهل المغرب ليفاخرون به وبأهل بيته في ذلك ومن تآليفه كتاب الطرر كتب عنه وكتاب في الأدوية لم يكلمه وضعه على ما وعد به رئيس الصناعة الطبية ولم يؤلفه وحل من السلطان محلا لم يكن لأحد من أهل الأندلس في وقته وكانت له رياسة بلده ومشاركة ولاته في التدبير وكان مع إمامته في الطب مقدما في الأدب معروفا بذلك حدثت عن السلفي قال أنشدنا الفقيه أبو الوليد محمد بن عبد الله بن خيرة القرطبي قدم علينا الاسكندرية قال أنشدني أبو العلاء زهر بن عبد الملك بن زهر بالأندلس لنفسه .
( يا راشقي بسهام ما لها غرض % إلا الفؤاد وما منه لها عوض ) .
( وممرضي بجفون كلها غنج % صحت وفي طبعها التمريض والمرض ) .
( جد لي ولو بخيال منك يطرقني % فقد يسد مسد الجوهر العرض ) .
وقد حدثنا أبو الخطاب بن واجب عن أبي الوليد بن خيرة بجميع رواياته وأنشدت لأبي العلاء مما قاله في الزهد وأمر أن يكتب على قبره .
( ترحم بفضلك يا واقفا % وأبصر مكانا دفعنا إليه ) .
( تراب الضريح على صفحتي % كأني لم أمش يوما عليه )