@ 249 @ وأبو عمران بن أبي تليد وأبو علي بن سكرة وأبو جعفر بن بشتغير وأبو القاسم بن أبي ليلى وأبو الحسن بن واجب وأبو بكر بن عطية وأبو القاسم بن جهور وأبو عامر بن حبيب وأبو محمد بن السيد وأبو عبد الله بن زغيبة وأبو محمد بن أبي جعفر وأبو الحسن بن موهب وأبو الفضل بن شرف وأبو الحسن بن الباذش وأبو محمد بن الوحيدي وجماعة سواهم يكثر عدهم وأجاز له لفظا آخرون يطول سردهم وكتب إليه من أهل المشرق أبو طاهر السلفي وأبو المظفر الشيباني وأبو علي بن العرجاء وغيرهم وله معجم في مشيخته مفيدا قد كتبته ومن أغفل منهم في صلته أثبته في هذا الديوان واستدركته .
وكان رحمه الله متسع الرواية شديد العناية بها عارفا بوجهها حجة فيما يرويه ويسنده مقلدا في ما يلقيه ويسمعه مقدما على أهل وقته في هذا الشأن معروفا بذلك حافظا حافلا إخباريا ممتعا تاريخيا مفيدا ذاكرا لأخبار الأندلس القديمة والحديثة وخصوصا لما كان بقرطبة حاشدا مكثرا روى عن الكبار والصغار وسمع العالي والنازل وكتب بخطه علما كثيرا وأسند عن شيوخه نيفا وأربعمائة كتاب بين كبير وصغير أخذ منها عن ابن عتاب وحده فوق المائة وعمر طويلا فرحل الناس إليه وأخذوا عنه وانتفعوا به ورغبوا فيه وحدثنا عنه جماعة من شيوخنا الجلة ووصفوه بصلاح الدخلة وسلامة الباطن وصحة التواضع وصدق الصبر للراحلين إليه ولين الجانب وطول الاحتمال في الكبرة للإسماع رجاء المثوبة ولم يعرض في تاريخه لما أراده أبو عبد الله النميري وسواه منه ونعوا تركه عليه وأحبوا خوضه فيه من اجتلاب ما رآه أحق بالإجتناب وألف خمسين تأليفا في أنواع مختلفة أجلها كتاب الصلة سلم له أكفاؤه فيه ولم ينازعه أهل صناعته الانفراد به ولا أنكروا مزية السبق إليه بل تشوفوا للوقوف عليه وأنصفوا من الاستفادة منه وقد حمله عنه أبو العباس بن العريف الزاهد ممن يعده في شيوخه وصار إلى ما كتب منه أبو القاسم بن حبيش على الاختصار وهو من كبار أصحابه وكان أبو الفضل بن عياض وأبو محمد الرشاطي وناهيك بهما يكاتبانه بما يعثران عليه ويفيدانه بما يقع إليهما من أسماء الرجال والرواة غربا وشرقا فاتسعت فائدته وعظمت منفعته وهو كتاب في فنه خطير القيمة ضروري الاستعمال لا يستغني أهل الفقه عن التبلغ به والنظر فيه والاحتجاج منه وأغلاطه الواقعة له فيه قليلة وقد نبهت على أكثرها في كتابي هذا واستدركت ما أغفل وتممت ما نقص وجودت ما اقتضب مما وقع إلي وترجح لدي ولذلك ما أعدت هنا جملة مما ذكر هنالك مؤتسيا بفعله في أسماء من كتاب ابن الفرضي والله أسأل الإصابة ومن