@ 192 @ لرجوعنا السعيد فاضطر إلى أن زعم أننا متنا وحلف القردنالية على ذلك وعلى أن رجوعنا مستحيل وراموا خداع العامة بمثل هذه الأباطيل وأنه ليس أحد بعدنا يحسن حراسة بلادنا وحفظها برسم ولدنا مثل البابا فلإيمان هؤلاء الذين هم أئمة الدين وخلفاء الحواريين انخدعت جماعة من الطغام والمفسدين فعند وصولنا إلى ميناء برنديس المصونة ألفينا الملك جوان واللمبرديين في الدخول في ملكنا معاندين وقع خبر ورودنا متشككين لما قرره القردنالية عندهم باليمين وكتبنا ورسلنا بوصولنا سالمين .
داخل أعداءنا الجزع وحل بهم الروع والفزع ونكصوا إلى ورائهم خاسرين مسافة يومين وارتد أهل طاعتنا إلينا طائعين وكذلك اللمبرديين الذين كانوا معظم عسكرهم لم يرضوا لأنفسهم أن يوجدوا على سيدهم مخالفين منافقين وانصرفوا على أدبارهم أجمعين وأما الملك المذكور وأصحابه فأحاط بهم الحياء والخوف واجتمعوا إلى موضع ضيق يخافون الانصراف عنه والخروج منه بل لا يقدرون على ذلك لأن البلاد بأسرها قد عادت لنا وإلى طاعتنا .
ونحن في خلال ذلك قد جمعنا عسكرا مديدا من الألمانية الذين كانوا معنا في الشام والذين انصرفوا قبلهم ورمتهم الريح إلى بلادنا وغيرهم من أمنائنا ورؤساء دولتنا واستعددنا نجد السير إلى بلاد أعدائنا