[ 4 ] ومواقفهم. ومن هنا ينبغي لقارئنا الكريم أن يتعرف على هذه الشخصية عن كثب، وان كانت رسائله وكتاباته الحاضرة خير طريق لهذه المعرفة وأفضل وسيلة لهذا التعرف. ولا غرو فمؤلفنا الجليل من بيت شيد على اسس الزهد والتقوا ومن شجرة قد ضربت بجذورها في العلم والكمال. 2 فقد ولد سماحته في 19 جمادي الاولى من عام 1337 ه‍ و أخذ المقدمات والعلوم الآلية، من الاديب البارع الشيخ ابو القاسم المشتهر بالقطب حيث قرأ عليه الصرف والنحو والمنطق والمعاني والبيان والبديع، كما انه قرأ عند والده العلامة الشيخ محمد جواد الصافي القوانين والفرائد، والمكاسب والكفاية، وذلك في مسقط رأسه في جرفادقان في عصر كان تحصيل العلوم الاسلامية والانخراط في سلك رجال الدين اصرا صعبا للغاية، نظرا للمضايقات التي كانت تمارسها حكومة الطاغية " بهلوي " المقبور، وما كان يقوم به زبانيته من ملاحقه لطلاب العلوم الاسلامية والمتزيين بزيهم بشتى الاعذار والحجج الواهية. الا أن مؤلفنا الجليل اختار هذا السبيل بطوع رغبته، ومضى فيه دون أن يعبأ بالمتاعب والمشكلات، واستمر في تحصيل العلوم الاسلامية المباركة، كما انه تزيأ بزي أهل العلم في تلك الظروف ________________________________________ 2) فوالده هو العلامة المجاهد الفاضل الجلي الشيخ محمد جواد الصافي المتولد في 27 شعبان المعظم من عام 1287 ه‍ المتوفى في 25 رجب من عام 1378 ه‍، وقد ترجم له العلامة الشيخ آغا بزرگ الطهراني في " نقباء البشر ". ووالدته العالمة الفاضلة، والشاعرة المحبة لاهل البيت النبوي الطاهر، المربية لاولادها، على خير الصفات والفضائل. [ * ] ________________________________________