[ 329 ] العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه. فأيكم يوازرني على هذا الامر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ " قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت - واني لاحدثهم سنا وأرمقهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا -: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي، ثم قال: " ان هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. " فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب: " قذ أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. " 22 ثم أعلم ان للحديث طرقا ومتونا اخرى، وفيما أتينا بها من الطرق غنى وكفاية، ولعل الفاحص المتتبع يجد أكثر مما اطلعنا عليه. وفي ختام الكلام ننبه على امور: الاول: ان الاختصار الواقع في الاحاديث إنما هو لبعض الاسباب والاغراض: فتارة اختصر الحديث: لان مجلس إملاء الحديث كان مناسبا للاختصار، وأخرى لان الراوي قصد من رواية الحديث التنبيه على نكتة خاصة وموضوع خاص، وثالثة لانه سئل عن موضوع خاص مربوط ببعض ما في الحديث، ورابعة لعلة خوف الراوي من المستملين والمستمعين، وخامسة، لمنافاة نقل تمام ألفاظ الحديث مع ________________________________________ 22 - تاريخ الطبري، ج 2، ص 216، الكامل لابن الاثير، ج 2، ص 62 و 63، وأخرجه في كنز العمال عن أبن اسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه وأبو نعيم، ج 13، ص 131 و 132 و 133، ح 36419. [ * ] ________________________________________