[ 30 ] الباب الثاني في فضلها وجلالها وزهدها وعبادتها وعلمها ومكارم أخلاقها وحب النبي صلى الله عليه وآله إياها فصل كانت فاطمة صلوات الله عليها من أهل العباء والمباهلة والمهاجرة في أصعب وقت وكانت فيمن نزلت فيهم آية التطهير وافتخر جبرئيل بكونه منهم وشهد الله لهم بالصدق ولها أمومة الائمة عليهم السلام وعقب الرسول صلى الله عليه وآله إلى يوم القيامة وهي سيدة نساء العالمين، من الأولين والآخرين. وكانت أشبه الناس كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وآله تحكى شيمتها شيمته وما تخرم مشيتها مشيته وكانت إذا دخلت عليه، رحب بها وقبل يديها وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به وقبلت يديه. وكان النبي صلى الله عليه وآله يكثر تقبيلها وكلما اشتاق إلى رائحة الجنه يشم رائحتها وكان يقول: " فاطمة بضعة مني من سرها فقد سرني ومن سائها فقد سائني، فاطمة أعز الناس الي " (1) الى غير ذلك مما يكشف عن كثرة محبته صلى الله عليه وآله ________________________________________ (1) بحار ج 43 ص 23 ح 17. (*) ________________________________________