[ 181 ] يوم القيامة (10). كفنها وغسلها عليها السلام ليلا قال الراوي: فصاحت أهل المدينة صيحة واحدة واجتمعت نساء بني هاشم في دارها فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة ان تتزعزع لصراخهن وهن يقلن: يا سيدتاه يا بنت رسول الله وأقبل الناس مثل عرف الفرس الى علي عليه السلام وهو جالس والحسن والحسين عليهما السلام بين يديه يبكيان، فبكى الناس لبكائهما وخرجت أم كلثوم وعليها برقعة وتجر ذيلها متجللة بردائها عليها نشيجها [ تسبجها خ ] (11) وهي تقول: يا أبتاه يا رسول الله الآن حقا فقدناك فقدا، لا لقاء بعده أبدا، واجتمع الناس فجلسوا وهم يضجون وينتظرون أن تخرج الجنازة فيصلون عليها، فخرج أبو ذر (ره) وقال: انصرفوا فان ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله قد أخر إخراجها في هذه العشية فقام الناس وانصرفوا فلما جن الليل غسلها أمير المؤمنين عليه السلام ولم يحضرها غيره والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم عليهم السلام وفضة جاريتها وأسماء بنت عميس رحمة الله عليهما (12). وقالت اسماء: أوصت الي فاطمة عليها السلام أن لا يغسلها إذا ماتت إلا أنا وعلي عليه السلام، فأعنت عليا على غسلها (13). وروي أن امير المؤمنين عليه السلام يقول حين غسل فاطمة عليها السلام: أللهم إنها أمتك وابنة رسولك وصفيك وخيرتك من خلقك، أللهم لقنها حجتها وأعظم برهانها وأعل درجتها واجمع بينها وبين أبيها محمد صلى الله عليه ________________________________________ (10) البحار ج 43 ص 214 عوالم العلوم ج 6 ص 278. (11) تسبج الرجل بالسبجة: لبسها والسبجة كساء أسود وفي العوالم: تسحبها. (12) البحار ج 43 ص 171 - 192. (13) البحار ج 43 ص 184. (*) ________________________________________