[ 178 ] المطلب عائدا. فقيل له: إنها ثقيلة وليس يدخل عليها أحد، فانصرف إلى داره وأرسل إلى علي عليه السلام فقال لرسوله: قل له يا ابن أخ، عمك يقرئك السلام ويقول لك: لله قد فجأني من الغم بشكاة حبيبة رسول الله وقرة عينيه وعيني فاطمة عليها السلام ما هدني وإني، لأظنها أولنا لحوقا برسول الله صلى الله عليه وآله والله يختار لها ويحبوها ويزلفها لديه، فان كان من أمرها مالا بد منه فأجمع أنا لك الفداء المهاجرين والأنصار حتى يصيبوا الأجر في حضورها والصلوة عليها، وفي ذلك جمال للدين. فقال علي عليه السلام لرسوله قال الراوي وهو عمار أنا حاضر عنده: أبلغ عمي السلام وقل: لا عدمت إشفاقك وتحننك وقد عرفت مشورتك ولرأيك فضله إن فاطمة بنت رسول الله لم تزل مظلومة، من حقها ممنوعة وعن ميراثها مدفوعة لم تحفظ فيها وصية رسول الله صلى الله عليه وآله ولا رعي فيها حقه ولا حق الله عزوجل وكفى بالله حاكما ومن الظالمين منتقما، وأنا أسألك يا عم أن تسمح لي بترك ما أشرت به فإنها وصتني بستر أمرها. الخ (5). وروى الفريقان عن أم سلمى إمرأة أبي رافع، قالت: اشتكت فاطمة عليها السلام شكواها التي قبضت فيها وكنت أمرضها، فأصبحت يوما أسكن ما كانت فخرج علي عليه السلام إلى بعض حوائجه، فقالت: اسكبي لي غسلا فسكبت فقامت واغتسلت أحسن ما يكون من الغسل، ثم لبست أثوابها الجدد، ثم قالت: افرش لي فراشي وسط البيت، ثم استقبلت القبلة ونامت وقالت: أنا مقبوضة وقد اغتسلت، فلا يكشفني أحد، ثم وضعت خدها على يدها وماتت صلوات الله عليها (6). [ سلامها سلام الله عليها على جبرئيل والنبي صلى الله عليه وآله حين نزلا عليها ] وروي أنها ماتت ما بين المغرب والعشا وأنها لما احتضرت نظرت نظرا حادا ثم ________________________________________ (5) أمالي الشيخ ج 1 ص 155 البحار ج 43 ص 209. (6) عوالم العلوم فاطمة الزهراء ج 6 ص 276 البحار ج 43 ص 183. (*) ________________________________________