[ 169 ] وسلمت عليها وقلت: يا سيدة النسوان قد والله قطعت أنياط قلبي (8) من بكائك فقالت: يا ابا عمر، ويحق لي البكاء فلقد أصبته بخير الآباء رسول الله صلى الله عليه وآله واشوقاه إلى رسول الله ثم أنشات تقول: إذا مات يوما ميت قل ذكره * وذكر أبي مذ مات والله اكثر (9) وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ستين يوما ثم مرضت فاشتد علتها، فكان من دعائها في شكواها: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث فأغثني، أللهم زحزحني عن النار وأدخلني الجنة وألحقني بأبي محمد صلى الله عليه وآله، فكان أمير المؤمنين عليه السلام يقول لها: يعافيك الله ويبقيك، فتقول: يا أبا الحسن ما أسرع اللحاق بالله وأوصته أن يتزوج أمامة بنت ابي العاص وقالت: بنت أختي وتحني [ وتحنن في البحار ] على ولدي (10). [ وصيتها لعلي عليهما السلام ] وفي رواية أخرى قالت لأمير المؤمنين عليه السلام: إن لي إليك حاجة يا أبا الحسن، قال: تقضى يا بنت رسول الله، فقالت نشدتك بالله وبحق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله أن لا يصلي علي أبو بكر وعمر، فاني لاكتمتك حديثا فقالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة إنك أول من يلحق بي من أهل بيتي فكنت ________________________________________ (8) نياط: عرق غليظ ينط به القلب. (9) كفاية الأثر ص 198. (10) البحار ج 43 ص 217. (*) ________________________________________