[ 165 ] يا رسول الإله يا خيرة الله * وكهف الأيتام والضعفاء لو ترى المنبر الذي كنت تعلو * ه علاه الظلام بعد الضياء يا الهي عجل وفاتي سريعا * قد تنغصت الحياة يا مولائي قال الراوي: ثم رجعت إلى منزلها وأخذت بالبكاء والعويل ليلها ونهارها وهي لا ترقأ دمعتها ولا تهدئ زفرتها، فاجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا له: يا ابا الحسن إن فاطمة تبكي الليل والنهار، فلا أحد منا يتهنأ بالنوم في الليل على فراشنا ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا وإنا نخبرك أن تسئلها إما أن تبكي ليلا أو نهارا فقال عليه السلام حبا وكرامة. فأقبل أمير المؤمنين عليه السلام حتى دخل على فاطمة صلوات الله عليها وهي لا تفيق من البكاء ولا ينفع فيها العزاء، فلما رأته سكنت هنيئة له فقال لها: يا بنت رسول الله إن شيوخ المدينة يسئلونني أن أسئلك إما تبكين أباك ليلا وإما نهارا فقالت يا ابا الحسن: ما اقل مكثي بينهم وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم، فو الله لا أسكت ليلا ولا نهارا أو ألحق بأبي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها علي عليه السلام: إفعلي يا بنت رسول الله ما بدا لك، ثم إنه عليه السلام بنى لها بيتا في البقيع نازحا عن المدينة يسمى " بيت الاحزان " وكانت عليها السلام إذا أصبحت قدمت الحسن والحسين عليهما السلام أمامها وخرجت إلى البقيع باكية، فلا تزال بين القبور باكية، فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين إليها وساقها بين يديه إلى منزلها (3). ________________________________________ (3) البحار الأنوار ج 43 ص 175 - 178. (*) ________________________________________