[ 3 ] المقدمة في بيان ما يشترك فيه الانبياء عليهم السلام وفي عددهم و بيان اولى العزم منهم و الفرق بين النبي والامام و جملة من احوالهم اعلم ان وهب بن منبه صنف كتابا مبسوطا في قصص الانبياء و لا نعتمد ما اورده فيه لانه من طريق الجمهور وتواريخهم فيصلح شاهدا لا حجة على المطلوب و اما الفاضل الراوندي قدس الله ضريحه فهو من علمائنا وكتب ايضا كتابا اوضح فيه عن قصص الانبياء عليهم السلام وروى ما اودع فيه من اخبارنا عن الائمة عليهم السلام الا انه قد شذ عنه اكثر ما ضمنه كتابه فجاءت القصص ناقصة تحتاج الى التتميم و اما شيخنا المعاصر قدس الله سره فقد الف كتاب (بحار الانوار) و جعل الكتاب الخامس في احوال الانبياء (ع) وسماه كتاب النبوة فهو و ان احاط بجميع قصصهم (ع) وتفصيل احوالهم من اخبارنا ورواياتنا الا انه بلغ الغاية في التطويل والتفصيل لانه ذكر الايات اولا وتفسيرها ثانيا وكل ما ورد من طريق العامة والخاصة في بيان احوالهم (ع) فاحببت ان انسج كتابي هذا على منوال عجيب وطرز غريب بان اذكر كل ما ورد من طرق الخاصة و بعض ما احتاج إليه من روايات الجمهور ان وقع الاحتياج إليه على طريق الاختصار فيكون كتابا صغير الحجم غزير العلم تهش إليه الالباب وتستلذه الطلاب قال الله تعالى: (واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به و لتنصرنه قال أأقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا و انا معكم من الشاهدين). ________________________________________