[ 22 ] وسنوضح ذلك إن شاء الله تعالى. وإنما أجاب الامام ربيعة بذلك، وتبعه تلميذه مالك، لان الاستواء الذي يفهمه العوام من صفات الحدث، وهو سبحانه وتعالى - نزه نفسه عن ذلك بقوله تعالى (ليس كمثله شئ) (1)، فمتى وقع التشبيه ولو بزنة ذرة جاء الكفر بالقرآن. قال الأئمة: وإنما قيل: السؤال بدعة، لأن كثيرا ممن ينسب الى الفقه والعلم، لا يدركون الغوامض في غير المتشابه، فكيف بالمتشابه ؟ ! فآيات المتشابه وأحاديثه لا يعلمها إلا الله سبحانه، والقرآن والسنة طافحان بتنزيهه عز وجل. ومن أسمائه القدوس، وفي ذلك المبالغة في التنزيه ونفي خيال التشبيه. وكذا في قوله تعالى: (قل هو الله أحد... الى آخره) (1) لما فيها من نفي الجنسية والبعضية، وغير ذلك مما فيه مبالغة في تنزيهه سبحانه وتعالى. وكان الأمام أحمد رضى الله عنه يقول: أمروا الأحاديث كما جاءت (2). وعلى ما قال جرى كبار أصحابه كإبراهيم الحربي وأبي داود والأثرم، ومن كبار أتباعه أبو الحسين المنادي، وكان من المحققين، وكذلك أبو الحسن التميمي، وأبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب، وغيرهم من أساطين الأئمة في مذهب الأمام أحمد (3). وجروا على ما قاله في حالة العافية وفي حالة الابتلاء. فقال تحت السياط: (فكيف أقول ما لم يقل). ________________________________________ (1) سورة الشورى: 11. (2) سورة الأخلاص: 1. (3) سنن الترمذي 4 / 692، لاحظ دفع شبه التشبيه ص 111. (4) نفس المصدر والموضع. (*) ________________________________________