[ 438 ] قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: فقمت وقلت: يارسول الله ! ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال: يا أبا الحسن ! أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل، ثم بكى، فقلت: يارسول الله ! ما يبكيك ؟ فقال: يا علي ! لما يستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين، شقيق عاقر ناقة ثمود، فيضربك ضربة على قرنك تخضب منها (1) لحيتك. قال أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت: يارسول الله ! وذلك في سلامة من ديني ؟ فقال (عليه السلام): في سلامة من دينك. ثم قال: يا علي ! من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبك فقد سبني، لأنك مني كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، ان الله عز وجل خلقني واياك، واصطفاني واياك، واختارني للنبوة واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي، يا علي أنت وصيي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على امتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري ونهيك نهي، أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك حجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته في عباده " (2). ________________________________________ (1) بها (خ ل). (2) اقبال الاعمال 1: 1، ورواه الصدوق في أماليه: 84، فضائل الأشهر الثلاثة: 77، عيون الأخبار 1: 295، عنهم الوسائل 10: 313، وأخرجه مختصرا في الكافي 4: 67، التهذيب 3: 57 و 152، الفقيه 2: 58. (*) عليكم، وأبواب النيران مغلقة، فاسألوا ربكم أن لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم ألا يسلطها عليكم. ________________________________________