[ 14 ] الاحوال، أن تتحقق الاهداف النبيلة، التي يصبوا إليها الانسان، من الحرية، والكرامة والامن، والاخاء، إلا إذا ساد الايمان بالله تعالى، بين أمم العالم، وشعوب الارض، وارتبط الانسان بخالقه، وآمن بأنه مسؤول أمام الله عما يعمله، وعما يقترفه من إثم أو ذنب، في حق نفسه، أو في حق مجتمعه، كما أنه من المؤكد أنه لا يجدي شيئا، ما تعمله هيئة الامم المتحدة، بمنظماتها المختلفة، وما يجاهد في سبيله فلاسفة العصر، وقادة الفكر والسياسة، في العالم، من العمل على تقدم الانسان، وتطوير حياته، وإنقاذه من ويلات الحروب، ودمارها، وإزالة الحواجز، التي أحدثها اختلاف الجنسيات والقوميات، واختلاف الالوان والمذاهب الاقتصادية، من الرأسمالية والشيوعية، فإنه بالرغم مما بذلته من جهود مكثفة، في سبيل الاصلاح الاجتماعي، فانها لم تستطع تحقيق ذلك، وبقيت مقرراتها حبرا على ورق.. إن الذي يغير مجرى تأريخ البشرية إلى الافضل، ويفتح لها آفاقا مشرقة، من العزة والكرامة، إنما هو الايمان بالله تعالى لا غيره، من الوسائل المادية، ومما لا شك فيه، أنه سيظل الانسان يطارده الخوف والفزع، كلما بعد عن الله تعالى.. - 8 - ونعود للحديث عن أدعية الامام أبي عبدالله الصادق عليه السلام، فانها قبس من نور الاسلام، ومشاعل مضيئة، من هدي القرآن، وهي - من دون شك - من انجع الوسائل التربوية، في إقامة الاخلاق، وتهذيب الطباع، وهي من ذخائر الارصدة الروحية في الاسلام. ومن الجدير بالذكر، أن أدعية الامام عليه السلام، قد شملت جميع أعماله، فلم يقم بأي عمل إلا وشفعه بالدعاء، والتضرع إلى الله، وهذا مما يؤكد ما قاله مالك بن أنس من أن الامام عليه السلام، كان في جميع أوقاته مشغولا بذكر الله تعالى، والانابة إليه. وبحثت جهد ما توصل إليه تتبعي في مصادر الادعية والحديث، عن ________________________________________