[ 473 ] أما رثاؤها (ع) فهو كثير لا يحصى نظما ونثرا، ولكن لا يسقط الميسور بالمعسور، فنقول من جليله الحقائق أن نظم القريظ في أي أحد فيه إشادة بذكره، وإقامة لامره، فإن المأثرة مهما عظمت فقد تنسى ويخمل ذكرها بمرور الحقب والاعوام، لكن الشعر الخالد الذي تسير به الركبان يؤيد ذلك الفضل البائد، ويلفت الانظار إلى جهته، وبما أن ذكرى أهل بيت العصمة (صلوات الله عليهم) هي أساس الدين وجذم الاصلاح لما يتبعها من اعتناق تعاليمهم واقتفاء آثارهم، تواتر الحث على سرد الشعر فيهم مدحا ورثاء ورتبت عليه المثوبات العظيمة في أحاديث أئمة الهدى (ع) وعد ذلك أفضل الطاعات. ففي (عيون الاخبار) لشيخنا الصدوق رحمه الله بالاسناد عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قال أبو عبد الله الصادق (ع) من قال فينا بيت شعر بنى الله له بيتا في الجنة، وفيه عن علي بن سالم عن أبيه عن الصادق (ع) أنه قال ما قال فينا قائل بيت شعر حتى يؤيد بروح القدس، إلى غير ذلك من الاخبار الكثيرة. وبما أن زينب العقيلة (سلام الله عليها) من أولئك الافراد الذين هم عمد الدين وأعضاد الشريعة وقد شاركت الحسين (ع) في نهضته المقدسة والذب عن ________________________________________