[ 449 ] وحملهم على عداوتهم واغرائهم وأوليائهم، حتى تستحكموا ضلالة الخلق وكفرهم، ولا ينجوا منهم ناج، ولقد صدق عليهم إبليس ظنه وهو كذوب انه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح، ولا يضر مع محبتكم وموالاتكم ذنبا غير الكبائر. قال زائدة: ثم قال علي بن الحسين بعد أن حدثني بهذا الحديث: خذه إليك ما لو ضربت في طلبه آباط الابل حولا لكان قليلا ولكون زينب (ع) عالمة بجميع ما يجري عليها من المصائب والنوائب والمحن وأنها على بصيرة من أمرها قابلت تلك الرزايا والفوادح بجميل الصبر وعظيم الاتزان وقوة الايمان وكامل الاخلاص. وإليك نبذة يسيرة من مصائبها العظيمة وفوادحها الكبرى، فإنها (ع) رأت من المصائب والنوائب ما لو نزلت على الجبال الراسيات لا نفسحت واندكت جوانبها، لكنها في ذلك تصبر الصبر الجميل كما هو معلوم لكل من درس حياتها، وأول مصيبة دهمتها هو فقدها جدها النبي (ص) وما لاقى أهلها بعده من المكاره، ثم فقدها أمها الكريمة بنت رسول الله بعد مرض شديد وكدر من العيش والاعتكاف في بيت الاحزان، ثم فقدها أباها عليا وهو مضرج بدمه من سيف ابن ملجم المرادي (لع)، ثم فقدها أخاها المجتبى المسموم تنظر إليه وهو يتقيأ كبده في الطشت قطعة قطعة، وبعد موته (ع) ترشق جنازته بالسهام، ثم رؤيتها أخاها الحسين (ع) تتقاذف به البلاد حتى نزل كربلاء وهناك دهمتها الكوارث العظام من قتله (ع) وقتل بقية إخوتها وأولادهم وأولاد عمومتها وخواص الامة من شيعة أبيها (ع) عطاشى، ثم المحن التي لاقتها من هجوم أعداء الله على رحلها، وما فعلوه من سلب وسبي ونهب وإهانة وضرب لكرائم النبوة وودائع الرسالة، وتكفلها حال النساء والاطفال في ذلة الاسر، ثم سيرها معهم من بلد إلى بلد ومن منزل إلى منزل ومن مجلس إلى مجلس، وغير ذلك من الرزايا التي يعجز عنها البيان ويكل اللسان، وهي مع ذلك كله صابرة ________________________________________