[ 447 ] ورضيت بقضائه بما اختاره لكم. ثم قال لي جبرائيل: يا محمد إن أخاك مضطهد بعدك مغلوب على أمتك معتوب من أعدائك ثم مقتول بعدك، يقتله أشر الخليقة وأشقى البرية، يكون نظير عاقر الناقة ببلد تكون إليه هجرته وهو معرس شيعته وشيعة ولده وفيه على كل حال يكثر بلواهم ويعظم مصابهم، وإن سبطك هذا وأومى بيده إلى الحسين (ع) مقتول في عصابة من ذريتك وأهل بيتك وأخيار من أمتك بضفة الفرات بأرض يقال لها كربلاء، من أجلها يكثر الكرب والبلا على أعدائك وأعداء ذريتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه ولا تفنى حسرته، وهي أطيب بقاع الارض وأعظمها حرمة يقتل فيها سبطك وأهله وإنها من بطحاء الجنة، فإذا كان اليوم الذي يقتل فيه سبطك وأهله، وأحاطت به كتائب أهل الكفر واللعنة، تزعزعت الارض من أقطارها، ومادت الجبال وكثر اضطرابها، واصطفقت البحار بأمواجها، وماجت السماوات بأهلها غضبا لك يا محمد ولذريتك، واستهضاما لما ينتهك من حرمتك ولشر ما تكافى به في ذريتك وعترتك، ولا يبقى شئ من ذلك إلا استأذن الله عزوجل في نصرة أهلك المستضعفين المظلومين الذين هم حجة الله على خلقه بعدك، فيوحي الله إلى السماوات والارض والجبال والبحار ومن فيهن: إني أنا الله الملك القادر الذي لا يفوته هارب، ولا يعجزه ممتنع، وأنا أقدر فيه على الانتصار والانتقام، وعزتي وجلالي لاعذبن من وتر رسولي وصفيي وانتهك حرمته وقتل عترته ونبذ عهده وظلم أهل بيته عذابا لا أعذب به أحدا من العالمين، فعند ذلك يضج كل شئ في السماوات والارضين بلعن من ظلم عترتك واستحل حرمتك، فإذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها تولى الله عزوجل قبض أرواحها بيده، وهبط إلى الارض ملائكة من السماء السابعة معهم آنية من الياقوت والزمرد مملوءة من ماء الحياة وحلل من حلل الجنة وطيب من طيب الجنة، فغسلوا جثثهم بذلك الماء وألبسوها الحلل وحنطوها بذلك الطيب، وصلت الملائكة صفا صفا عليهم، ________________________________________