[ 444 ] السفر الثاني (من الكوفة إلى المدينة مع أخيها الحسن (ع) بعد صلحه مع معاوية) سافرت (ع) هذا السفر وهي أيضا في موكب فخم في غاية العز والدلال والعظمة والاجلال، تحوطها الابطال من إخوتها وبني هاشم الكرام، حتى وصلت إلى حرم جدها الرسول الاكرم (ص)، ومسقط رأسها المدينة المنورة محترمة موقرة. السفر الثالث (من المدينة إلى كربلاء مع أخيها الحسين ويشتمل هذا السفر على نبذة من مصائبها وصبرها وإخلاصها وثابتها) لما عزم الحسين (ع) على السفر من الحجاز إلى العراق، استأذنت زينب زوجها عبد الله بن جعفر أن تصاحب أخاها الحسين (ع)، مضافا إلى ما عرفت سابقا من اشتراط أمير المؤمنين (ع) عليه في ضمن عقد النكاح أن لا يمنعها متى أرادت السفر مع أخيها الحسين (ع)، فأذن لها وأمر ابنيه عونا ومحمدا بالمسير مع الحسين (ع)، والملازمة في خدمته والجهاد دونه، فسافرت (ع) في ذلك الموكب الحسيني المهيب، في عز وجلال وحشمة ووقار، تحملها المحامل المزركشة المزينة بالحرير والديباج، قد فرشت بالفرش الممهدة ووسدت بالوسائد المنضدة، تحت رعاية أخيها الحسين (ع)، تحف بها الابطال من عشيرتها وتكتنفها الاسود الضارية من إخوتها وأبناء إخوتها وعمومتها كأبي الفضل العباس، وعلي الاكبر، والقاسم بن الحسن، وأبناء جعفر وعقيل، وغيرهم من الهاشميين والعبيد والاماء طوع أمرها ورهن إشارتها، ولكنها (ع) سافرت هذه السفرة منقطعة من علائق الدنيا بأسرها في سبيل الله، قد أعرضت عن زهرة الحياة من المال والبيت والزوج والولد والخدم والحشم، وصحبت أخاها الحسين (ع) ناصرة لدين الله وباذلة النفس والنفيس ________________________________________