[ 434 ] وخدمه، وحشمه يوم ذاك كانت تخدمها العبيد والاماء والاحرار، ويطوف حول بيتها الهلاك من ذوي الحوائج وطالبي الاستجداء، وكان بيتها الرفيع وحرمها المنيع لا يضاهيه في العز والشرف وبعد الصيت إلا بيوت الخلفاء والملوك. وقد ولدت لعبدالله بن جعفر كما في الجزء الثاني من تاريخ الخميس عليا وعونا الاكبر وعباسا وأم كلثوم، وذكر النوري في تهذيب الاسماء واللغات جعفرا الاكبر، وذكر السبط بن الجوزي في تذكرة الخواص محمدا، فأما العباس وجعفر ومحمد فلم نقف لهم على أثر ولا ذكرهم النسابة من المعقبين، وأما علي وهو المعروف بالزينبي ففيه الكثرة والعدد، وفي ذريته الذيل الطويل والسلالة الباقية. وأما عون الاكبر فهو من شهداء الطف، قتل في جملة آل أبي طالب، وهو مدفون مع آل أبي طالب في الحفيرة مما يلي رجلي الحسين (ع)، وتوفي عبد الله بن جعفر رضي الله عنه في المدينة المنورة سنة ثمانين من الهجرة النبوية عام الحجاف - وهو سيل كان ببطن مكة حجف بالناس فذهب بالحاج والجمال بأحمالها وذلك في خلافة عبد الله بن عبد الملك بن مروان - وصلى عليه السجاد أو الباقر (ع) كان أمير المدينة يومئذ أبان بن عثمان، وخرجت الولائد خلف سريره قد شققن الجيوب والناس يزدحمون على سريره، وممن حمل السرير أبان بن عثمان وما فارقه حتى وضعه بالبقيع ودموعه تسيل وهو يقول: كنت والله شريفا واصلا برا، قال هشام المخزومي: أجمع أهل الحجاز وأهل البصرة وأهل الكوفة على أنهم لم يسمعوا ببيتين أحسن من بيتين رأوهما على قبر عبد الله بن جعفر وهما: [ مقيم إلى أن يبعث الله خلقه * لقاؤك لا يرجى وأنت قريب ] [ تزيد بلى في كل يوم وليلة * وتنسى كما تبلى وأنت حبيب ] ________________________________________