[ 422 ] يكن يخلي أطباق أرضه وأهل الجد في طاعته وعبادته بلا حجة يستعمل بها، وإماما يؤتم به ويقتدى بسبيل سنته ومنهاج قصده، وأرجو يا بني أن تكون أحد من عده الله تعالى لنشر الحق وطي الباطل وإعلاء الدين واطفاء الضلال، فعليك يا بني بلزوم خوافي الارض واتبع قواصيها، فإن لكل ولي من أولياء الله عدوا مقارعا وضدا منازعا افتراضا لثواب مجاهدة أهل نفاقه وخلافه أولي الالحاد والعناد فلا يوحشنك ذلك واعلم أن قلوب أهل الطاعة والاخلاص تفزع إليك كالاطيار إلى أوكارها، وهم معشر يطلعون بمخايل الذلة والاستكانة وهم عند الله بررة يبتزون بأنفس مختلفة محتاجة، وهم أهل القناعة والاعتصام استبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الاضداد، وخصهم الله باحتمال الضيم في الدنيا ليشملهم اتساع العز في دار القرار، وجبلهم على خلائق الصبر على موارد أمورك تفز بدرك الصنيع في مصادرها، واستشعر العز في ما ينويك تحض بما عليه إن شاء الله تعالى، وكأنك بتأييد نصر الله وقد آن، وبتيسير الفرج وعلو الكعب وقد حان، وكأنك بالرايات الصفر والاعلام البيض تخفق على أثناء أعطافك ما بين الحطيم وزمزم، وكأنك بترادف البيعة وتصادف الولي يتناظم عليك الدار في مثاني العقود وتصافق الاكف جنات الحجر الاسود تلوذ بفنائك من ملا برأهم الله في طهارة الولادة ونفاسة التربة، مقدسة قلوبهم من دنس النفاق مهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق لينة عرائكهم للدين، خصبة ضرائبهم على المعتدين، واضحة بالقبول وجوههم نضرة بالفضل عيدانهم، يدينون بدين الحق وأهله، فإذا اشتدت أركانهم وتقومت أعمدتهم قدمت بمكاففتهم طبقات الامم إلى بيعتك في ظلال دوحة بسقت أفنان غصونها على حافات بحيرة الطبرية، فعندما يتلالا صبح الحق وينجلي ظلام الباطل ويقصم الله بك الطغيان ويعيد معالم الايمان فيطهر بك أقسام الآفاق ويظهر بك السلام الرقاق، يود الطفل في المهد لو استطاع إليك نهوضا لنهض ونواشط الوحش لو وجد نحوك مجازا تهتز بك أطراف الدنيا بهجة وتهتز بك أعطاف العز نظرة وتستقر بواقي الحق في قرارها وتثوب شوارد الدين إلى أوكارها تتهاطل عليك سحائب ________________________________________