[ 413 ] الفصل الثالث وقد سقي ذلك السم في أول شهر ربيع الاول سنة ستين ومائتين، ومات في يوم الجمعة لثمان مضين منه من ذلك العام، وله يوم وفاته (ع) ثمانية وعشرون سنة، وكان أعظم سبب في هلاكه ما وشا به أخوه جعفر الكذاب حيث قد نازع الامامة كما أخبره النبي (ص) الاواب. وقد تقدم في خبر الكابلي الذي رواه عن مشائخه الثقاه المنبئ عن قصته مع عبد الله بن خاقان وزيره وولي الضياع والخراج، أن ابن الرضا (ع) قد اعتل فركب من ساعته، فبادر إلى دار الخلافة ثم رجع مستعجلا ومعه من خدم أمير المؤمنين، كلهم من ثقاته وخواصه فيهم نحرير، فأمرهم بلزوم دار الحسين (ع) وتعرف خيره وحاله، وبعث إلى نفر من المطببين فأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده صباحا ومساء، فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثة أخبر أنه قد ضعف، فأمر المطببين بلزوم داره، وبعث إلى قاضي القضاة فأحضره مجلسه وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يثق بهم في دينه وأمانته وورعه، فأحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن (ع) وأمرهم بلزومه ليلا ونهارا، فلم يزالوا هناك حتى توفي صلوات الله عليه، فصارت سر من رأى في صيحة واحدة وبعث السلطان إلى داره ففتشها وفتش حجرها وختم على جميع ما فيها، وطلبوا أثر ولده، وجاؤوا بنساء يعرفن الحمل فدخلن جواريه ينظر إليهن، فذكر ________________________________________