[ 408 ] ومائتان للدقيق ومائة للنفقة، وأعطاني صرة وقال: هذه ثلاثمائة درهم اجعلها مائة في ثمن حمارك، ومائة للكسوة، ومائة للنفقة، ولا تخرج للجبل، وصر إلى سورا قال: فصار إلى سورا وتزوج امرأة منها، فدخله اليوم أربعة آلاف دينار ومع هذا يقول بالوقف. قال محمد بن إبراهيم الكردي: أتريد أمرا أبين من هذا. قال: صدقت ولكنا على أمر جرينا عليه قلت: هذا هو التقليد الذي ذمه الله تعالى في كتابه فقال حكاية عن الكفار: (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون) (1). ولله در من قال: [ هم النور نور الله جل جلاله * يجلي بهم تلك الحنادس والظلم ] [ زها نورهم في الافق في الصبح والمسا * ولم يك نورهم في الليل يبدو على علم ] [ فوا عجبا من أمة شهدت لهم * مناقب لا يأتي على عدها قلم ] [ وقد جحدوهم بعد ما شاع فضلهم * وقد فضلوا في الخلق من أزل القدم ] [ ولم يكفهم هذا وقد عمدوا لهم * بسيف رسم حيث واروهم الرجم ] [ ولا مثل أبناء العمومة ويلهم * فلا راقبوا فيهم عهودا ولا ذمم ] [ أيقتل مثل العسكري الذي به * وجود الورى بعد التخلد في العدم ] [ عليه سلام الله ما ذر لعنة * على مستعين بالتوكل معتصم ] وري أنه لما مات أبوه علي بن محمد الهادي (ع)، خرج إلى جنازة أبيه (ع) مشقوق الجيب، فكتب إليه ابن عوف وقرابة بن نجاح بن سلمة: أرأيت أو بلغت أن أحدا من الائمة (ع) شق ثوبه مثل هذا ؟ فكتب إليه: يا أحمق ما يدريك ما هذا قد شق موسى (ع) على هارون (ع). * (هامش ص 408) (1) سورة الزخرف، الآية: 22. * ________________________________________