[ 24 ] وقد بسط الامام الغزالي رحمه الله تعالى هذا الموضوع هناك وتوسع فيه ولا بد من مطالعته بتمعن. وقال الامام الحافظ ابن حجر أيضا في (فتح الباري) (1 / 221) نقلا عن القرطبي ما نصه: [ الثانية: ذهب قوم من الزنادقة الى سلوك طريقة تستلزم هدم أحكام الشريعة فقالوا: إنه يستفاد من قصة موسى والخضر أن الاحكام الشرعية العامة تختص بالعامة والاغبياء، وأما الاولياء والخواص فلا حاجة بهم الى تلك النصوص بل إنما يراد منهم ما يقع في قلوبهم، ويحكم عليهم بما يغلب على خواطرهم، لصفاء قلوبهم من الاكدار وخلوها عن الاغيار. فتنجلي لهم العلوم الالهية والحقائق الربانية، فيقفون على أسرار الكائنات ويعلمون الاحكام الجزئيات فيستغنون بها عن أحكام الشرائع الكليات، كما اتفق للخضر، فإنه استغنى بما ينجلي له من تلك العلوم عما كان عند موسى، ويؤيده الحديث المشهور (استفت قلبك وإن أفتوك) (4) قال القرطبي: وهذا ________________________________________ (4) هذا الحديث صحيح رواه أحمد (4 / 194) في المسند من حديث أبي ثعلبة الخشني بإسناد صحيح. وله أيضا شاهد في صحيح مسلم (4 / 1980) من حديث النواس ________________________________________