[ 12 ] الرجل ليقضي حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة، فقال له: أحسنت وأحكمت وأطقت ما لم أرك تطيقه، ثم عرض للرجل سفر فقال: إني أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة، قال: أوصني بعمل، قال: أني أكره أن أشق عليك (قال: ليس يشق علي، قال فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك قال:) (2) فمضى الرجل لسفره فرجع وقد شيد بناءه، فقال الرجل: أسألك بوجه الله ما حسبك وما أمرك ! ! قال سألتني بوجه الله عز وجل ووجه الله أوقعني في العبودية، فقال: سأخبرك من أنا، أن الخضر الذي سمعت به سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شيئا أعطيه، ثم سألني بوجه الله عز وجل فأمكنته من رقبتي فباعني، وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر وقف يوم القيامة وليس بوجهه جلد ولا لحم ولا دم إلا عظم يتقعقع، قال: آمنت بذلك شققت عليك يا رسول الله، احكم في أهلي وما لي بما أراك الله عز وجل أو أخيرك فأخلي سبيلك، قال: أحب أن تخلي سبيلي يا عبد الله، فخلى سبيله فقال الخضر: الحمد لله الذي أوقعني في العبودية وأخرجني منها). قلت: ورواه الطبراني (8 / 132) باسنادين عن بقية وقد عنعن فيه بقية. لكنه صرح بالتحديث عند الطحاوي. وقال الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد) (3 / 103): (رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا أن فيه بقية بن الوليد وهو مدلس ولكنه ثقة) وكذا قال ________________________________________ (2) ما بين القوسين زيادة من (المجمع) من رواية الطبراني. (*). ________________________________________