[ 382 ] بعد إذ عاد إلى إقليم فارس. ثم دعا من بعده لابنه نزار. وفي سنة 1483 استولى على قلعة الموت. ثم اشتد ساعده بأصفهان. وسيطر الحسن بن الصباح بأساليب السياسة العادية وغير العادية على أقاليم كبيرة في فارس. فقتل أتباعه الوزير نظام الملك (408 - 485) - منشئ المدرسة النظامية في بغداد (1) - وفي سنة 500 قتلوا الوزير فخر الدين كما قتلوا من فقهائها الشافعية المشهورين: أبا المظفر الخجندى سنة 496، وتلميذه أبا جعفر المشاط سنة 498 وأبا المحاسن بن إسماعيل الرويانى سنة 502. وكان يقول (لو احترقت كتب الشافعي لأمليتها). ولا مراء في أن الخلاف بين الاسماعيلية وبين المدرسة النظامية راجع إلى الخصومة الشديدة التى تتبدى في الصحيفة 67 من كتاب " سياسة نامة " الذى يدين بوجوده " لنظام الملك " وفيها وجوب الطعن في " الروافض " ووصفهم بأنهم مارقون عن الدين. ولما صار الحسن بن الصباح داعى الدعاة للنزارية الفاطمية، أبى أن يدعى الإمامة، حتى توفى سنة 518. فخلفه آخرون. انتسب واحد منهم إلى نسل " نزار " الفاطمي (2).. وفي سنة 654 استولى هولاكو على معاقلهم فقصدوا إلى الشام والهند. ________________________________________ (1) من تلاميذ المدرسة النظامية السعدى شاعر الفرس الكبير. وعماد الدين الأصفهاني. وبهاء الدين بن شداد - عاملا صلاح الدين - وابن تومرت مؤسس دولة الموحدين في أفريقية. وأبو اسحق الشيرازي أول أشياخها. ومن أشياخ المدرسة وتلاميذها الغزالي صاحب الكتاب الشهير في فضائح " الباطنية ". (2) أصهر الخليفة المستنصر (427 - 487) إلى فائد. الأرمني الأصل بدر الجمالى. ولما مات المستنصر كان ولى عهده ابنه " نزار " فولى بدر مكانه ابن أخته " المستعلى " وحبس نزارا حتى قتله فأصبحت الشيعة في مصر مستعلية. ومنها اسماعيلية اليمن وبعض بلاد الشام. ومن اسماعيلية اليمن ذهب الدعاة إلى الهند فقامت الاسماعيلية البهرة. (والبهرة معناها تاجر) - وأصبح الاسماعيلية في الهند وإيران والشام نزارية. و للاسماعيلية مركز عظيم في بومباى - وهم يدافعون عن الإسلام حينما يكونون: يرون الإمام سبعية تتم بالإمام السابع. هو إسماعيل. ثم تبدأ دورة جديدة أئمتها مستورون. ومن الاستتار لم يعرف بالضبط كثير من أمورهم. واتسمت دعايتهم بالسرية مع دقة تنظيمها. (*) ________________________________________