[ 7 ] الباطل. فمن سلك طريق الدين نجا ومن لم يستقم سقط وهلك، وأجهزة ومؤسسات الصد عن سبيل الله خلطوا بين القوانين الدينية وبين حركة الناس تحت سقف الإمتحان والإبتلاء الإلهي، ولم يروا تحت هذا السقف إلا الذين فسدت أخلاقهم. ولما كان إدعاؤهم إن القوانين الإسلامية لم تقو على إصلاح الناس ومحق الرذائل، إدعاء لا أساس له على مائدة الفطرة والبحث العلمي، قلنا إن نسأل: لماذا لم تصلح قوانين الغرب الناس هناك ؟ وما القول في الديمقراطية وغيرها ؟ التي تاجرت بكل شذوذ وإنحراف وإنتهت إلى دوائر الأيدز والمخدرات والإنحلال ورفعت أعلام الفساد في الأرض ورايات التجويع والتخويف، ولماذا لم تصلح القوانين الاشتراكية أصحابها ؟ وما القول في تفتت الدول الشيوعية وذهاب هيبتها، والجميع في الشرق والغرب عاشوا طويلا " تحت وهم إن قوانينهم من أحكم القوانين وأعظمها. إن الإنحطاط الذي نراه على رقعة العالم الإسلامي، جذوره مغروسة في قوانين الشرق والغرب، ولا علاقة لقوانين الدين الإسلامي به، إن جحافل الليل المغبر لا تتاجر في الحقيقة إلا بما صنعوا ولا يرفعون إلا أعلام دائهم، ولقد إدعوا أيضا " إن رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم لم يقنع بما شرعه لأمته من زواج أربع نسوة، حتى تعدى إلى أكثر من عشرة نسوة، وقالوا إن تعدد الزوجات لا يخلو من الإنقياد لداعي الشهوة، وهذا قول سقيم وتفكير غير مستقيم، ونحن في هذا الكتاب سنلقي بعض الضوء على تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم والحكمة التي من ورائه، كما نقدم نبذة من تراجم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، ومن خلال سيرتهن سنلقي ضوءا على حركة الدعوة الإسلامية، ونرجو من وراء ذلك أن يرى الباحث المتعمق المنصف أن الزواج لم يكن لداعي الشهوة كما قالت أجهزة ومؤسسات الصد، وإنما كان جزءا لا يتجزأ من حركة ________________________________________