[ 104 ] أما ما روي في حديث الكساء. فلقد ذكرناه في قصة أم سلمة رضي الله عنها. ونذكره هنا لأن الموقف يقضي بذلك. وروى الإمام ابن عساكر في تاريخه عن شهر بن جوشب عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة (أتيني بزوجك وأبنيك) فجاءت بهم. فألقى عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كساء كان تحته خيبريا " أصبناه من خيبر - ثم قال (اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم) قالت أم سلمة: فأخذت بطرف الكساء لأدخل معهم - وفي رواية: فرفعت الكساء - فجذبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من يدي وقال (إنك على خير). وروى الإمام أحمد عن عطاء بن رباح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيت أم سلمة. فأتته فاطمة. فقال (أدعي زوجك وابنيك) فجاء علي والحسن والحسين. فدخلوا عليه فجلسوا على دثار. وكان تحته كساء له خيبري. قالت أم سلمة: وأنا أصلى في الحجرة. فأنزل الله عز وجل (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ") فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم فضل الكساء فغشاهم به. ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال (اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي. فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ") قالت أم سلمة: فأدخلت رأسي البيت فقلت: وأنا معكم يا رسول الله ؟ قال (إنك إلى خير. إنك إلى خير) (1). وبالجملة: فإن منزلة علي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وإعطاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الراية له يوم خيبر، ووجود صفية التي ينتهي نسبها إلى هارون عليه السلام. وجود الكساء الخيبري. إلى ________________________________________ (1) رواه أحمد (الفتح الرباني 338 / 18)، ورواه الحاكم وأقره الذهبي. (*) ________________________________________