[ 128 ] إنما المصطفى مدينة علم * وهو الباب من أتاه أتاها وهما مقلتا العوالم يسرا * ها علي، وأحمد يمناها من غدا منجدا له في حصار الشعب إذ جد من قريش جفاها يوم لم يرع للنبي ذمام * وتواصت بقطعة قرباها فئة أحدثت أحاديث بغي * عجل الله في حدوث بلاها ففدى (1) نفس أحمد منه بالنفس ومن هول كل بؤس وقاها كيف تنفك بالملمات عنه * عصمة كان في القديم أخاها عزمة قصرة اولو العزم عنها * أين اولى الجياد من اخراها عزمة عرضها السموات والار * ض أحاطت بصبحها ومساها وإذا لم تحط بمعناه علما * فاسأل العرب من أطل دماها وغزاها في كل دو ببأس * لو تعاصت غول الفلا لعصاها وسقاها صم الانابيبت حتى * شرقت شوسها بكأس رداها لم ترد موردا من الماء إلا * ورأت ظل شخصه تلقاها كيف لا تتقي مضارب قوم * يصعق الموت من سماع صداها كما حلت العقود أصابت * ناظما ينظم القنا في كلاها ومن اقتاد بالحبال قريشا * بعد ما طاول الجبال إباها وأراها اليوم الذي ما رأته * فلهذا ألقت إليه عصاها ملات منهم الثرى ظلمات * وبنورية الحسام جلاها عسعسوا كالدجى ولكن أصابوا * نيرات يجلو الظلام ضحاها أحكم الله صنعة الدين منه * بفتى ألحمت يداه سداها ________________________________________