[ 29 ] وروى الحاكم في مستدركه من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس: " فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه " قال: قال آدم يا رب ألم تخلقني بيدك ؟ قيل له بلى، ونفخت في من روحكم ؟ قيل له بلى، وعطست فقلت يرحمك الله وسبقت رحمتك غضبك ؟ قيل له: بلى، وكتبت على أن أعمل هذا ؟ قيل له بلى، قال: أفرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلى الجنة ؟ قال: نعم. ثم قال الحاكم: صحيح الاسناد ولم يخرجاه. وروى الحاكم أيضا والبيهقي وابن عساكر من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما اقترف آدم الخطيئة قال: بارب أسألك بحق محمد إلا (1) غفرت لى ". فقال الله: فكيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد ؟ فقال: يا رب لانك لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحكم، رفعت رأسي فرايت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله ؟ فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله: صدقت يا آدم، إنه لاحب الخلق إلى، وإذ سألتنى بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك. قال البيهقى: تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه وهو ضعيف. والله أعلم. وهذه الآية كقوله تعالى: " وعصى آدم ربه فغوى. ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى " (2). ________________________________________ (1) ط: أن وهو تحريف (2) الآيتان من سورة طه 121، 123 (*) ________________________________________