[ 384 ] يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربى وجعلني من المكرمين " يعنى ليؤمنوا بما آمنت بما فيحصل لهم ما حصل لى. قال ابن عباس: نصح قومه في حياته بقوله: " يا قوم اتبعوا المرسلين " وبعد مماته [ في قوله (1) ] " يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربى وجعلني من المكرمين " [ رواه ابن أبى حاتم. وكذلك قال قتادة: لا يلقى المؤمن إلا ناصحا. لا يلقى غاشا ; لما عاين ما عاين من كرامة الله. " قال: يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لى ربى وجعلني من المكرمين (1) ] تمنى والله أن يعلم قومه بما عاين من كرامة الله وما هو عليه ! قال قادة: فلا والله ما عاتب الله قومه بعد قتله " إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ". وقوله تعالى: " وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين " أي وما احتجنا في الانتقام منهم إلى إنزال جند من السماء عليهم. هذا معنى ما رواه ابن إسحق عن بعض أصحابه (2) عن ابن مسعود. قال مجاهد وقتادة: وما أنزل عليهم جندا، أي رسالة [ أخرى (3) ]. قال ابن جرير: والاول أولى. قلت: وأقوى، ولهذا قال: " وما كنا منزلين " أي وما كنا نحتاج (4) ________________________________________ (1) ليست في ا. (2) ا: أشياخه. (3) ليست في ا. (4) ا: محتاجين. (*) ________________________________________