[ 22 ] وفى كتاب التوراة التى بأيدى (1) أهل الكتاب: أن الذى دل حواء على الاكل من الشجرة هي الحية، وكانت من أحسن الاشكال وأعظمها، فأكلت حواء عن قولها وأطعمت آدم عليه السلام، وليس فيها ذكر لابليس، فعند ذلك انفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان، فوصلا من ورق التين وعملا مآزر وفيها أنهما كانا عريانين. وكذا قال وهب بن منبه: كان لباسهما نورا على فرجه وفرجها. وهذا الذى في هذه التوراة التى بأيديهم غلط منهم، وتحريف وخطأ في التعريب، فإن نقل الكلام من لغة إلى لغة لا يتيسر (2) لكل أحد، ولا سيما ممن لا [ يكاد (3) ] يعرف كلام العرب جيدا، ولا يحيط علما بفهم كتابه أيضا، فلهذا وقع في تعريبهم لها خطأ كثير (4) لفظا ومعنى. وقد دل القرآن العظيم على أنه كان عليهما لباس في قوله: " ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما " فهذا لايرد لغيره من الكلام. والله تعالى أعلم. وقال ابن أبى حاتم: حدثنا على بن الحسن بن أسكاب، حدثنا على بن عاصم، عن سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، عن الحسن عن أبى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق آدم رجلا طوالا كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق (5)، فلما ذاق الشجرة سقط عنه لباسه، فأول مابدا منه عورته، فلما نظر إلى عورته جعل يشتد في الجنة، فأخذت شعره شجرة فنازعها، فناداه الرحمن عزوجل: يا آدم منى تفر ؟ فلما سمع كلام الرحمن قال يا رب لا، ولكن استحياء ". ________________________________________ (1) ط: بين أيدى. وما أثبته عن ا (2) ط: لا يكاد يتيسر. ولعله تحريف (3) سقطت من المطبوعة (4) ا: كبير (5) السحوق: الطويلة (*) ________________________________________