[ 368 ] عنه شدته، وكشفنا ما به من ضر، رحمة منا به ورأفة وإحسانا. " وذكرى للعابدين " أي تذكرة لمن ابتلى في جسده أو ماله أو ولده، فله أسوة بنبى الله أيوب ; حيث ابتلاه الله بما هو أعظم من ذلك فصبر واحتسب حتى فرج الله عنه. ومن فهم من هذا اسم امرأته [ فقال (1) ]: هي " رحمة " من هذه الآية فقد أبعد النجعة وأغرق النزع. وقال الضحاك عن ابن عباس: رد [ الله (1) ] إليها شبابها وزادها حتى ولدت له ستة وعشرين ولدا ذكرا. وعاش أيوب بعد ذلك سبعين سنة بأرض الروم على دين الحنيفية، ثم غيروا بعده دين إبراهيم. وقوله: " وخذ بيدك ضعثا فاضرب به ولا تحنث، إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب " هذه رخصة من الله تعالى لعبده ورسوله أيوب عليه السلام، فيما كان من حلفه ليضربن امرأته مائة سوط. فقيل حلفه ذلك لبيعها ضفائرها، وقيل لانه عارضها (2) الشيطان في صورة طبيب يصف لها دواء لايوب فأتته فأخبرته فعرف أنه الشيطان، فحلف ليضربنها مائة سوط. فلما عافاه الله عزوجل أفتاه أن يأخذ ضغثا وهو كالعثكال الذى يجمع الشماريخ، فيجمعها كلها ويضربها به ضربة واحدة، ويكون هذا منزلا منزلة الضرب بمائة سوط ويبر ولا يحنث. وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله وأطاعه، ولا سيما في حق امرأته الصابرة المحتسبة، المكابدة الصديقة البارة الراشدة، رضى الله عنها. ________________________________________ (1) ليست في ا. (2) ا: اعترضها. (*) ________________________________________