[ 365 ] وماذاك ؟ قال: منذ ثمانى عشرة سنة لم يرحمه ربه فيكشف ما به. فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب: لا أدرى ما تقول ؟ غير أن الله عزوجل يعلم أنى كنت أمر على الرجلين يتنازعان، فيذكران الله فأرجع إلى بيتى فأكفر عنهما، كراهية أن يذكر الله إلا في حق. قال: وكان يخرج في حاجته، فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يرجع، فلما كان ذات يوم أبطأت عليه، فأوحى الله إلى أيوب في مكانه: أن " اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب " فاستبطأته فتلقته تنظر، وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء، وهو على أحسن ماكان، فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك ! هل رأيت نبى الله هذا المبتلى ؟ فوالله القدبر على ذلك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحا. قال: فإنى أنا هو قال: وكان له أندران (1) أندر للقمح وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الاخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض ". هذا لفظ ابن جرير، وهكذا رواه بتمامه ابن حبان في صحيحه عن محمد ابن الحسن بن قتيبة، عن حرملة، عن ابن وهب به. وهذا غريب رفعه جدا، والاشبه أن يكون موقوفا. وقال ابن أبى حاتم: حدثنا أبى، حدثنا بن إسمعيل، حدثنا حماد، أنبأنا على بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: وألبسه الله حلة من الجنة فتنحى أيوب وجلس في ناحية، فجاءت امرأته ________________________________________ (1) الاندر: البيدر. (*) ________________________________________