[ 350 ] بل إذا كان لعمر هذه الشجاعة والشدة ؟ فلماذا يضطر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " إلى الهجرة، ؟ فليحمه هذا البطل الشجاع، وليرد عنه بعض ما كانت قريش تؤذيه به ؟ 1. ثم إننا لا ندري لماذا لم يحدثنا التاريخ عن موقف مماثل لحمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله، الذي شج رأس أبي جهل شجة منكرة، وعز المسلمون باسلامه ؟ !. ولماذا يترك النبي والهاشميين محصورين في الشعب، يكادون يهلكون جوعا، ولا يجرؤ أحد على أن يوصل لهم شيئا من طعام ؟ !. لان عمر عند هؤلاء قد اسلم قبل الحصر في الشعب، وان كنا اثبتنا في ما تقدم بشكل قاطع: أنه قد اسلم قبل الهجرة بقليل. إلى غير ذلك من الاسئلة الكثيرة التي لن تجد لها عند هؤلاء الجواب المقنع والمفيد. ما هي الحقيقة إذن ؟ ! ولكن الحقيقة هي: أن هذا التهديد والوعيد إنما كان من أمير المؤمنين علي " عليه السلام "، حينما هاجر، ولحقه سبعة من المشركين في ضجنان وسيأتي تفصيل القضية حين الكلام على هجرة أمير المؤمنين علي " عليه السلام " بعد هجرة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم ". ولكن أعداء علي " عليه السلام " لم يستطيعوا أن يتحملوا أن يروا هذه الكرامة له، ولا سيما بعد ما أثبت صحتها بمبيته على فراش النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ليلة الهجرة. وكما كان يبيت على فراش رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " مدة ثلاث سنين، يقيه بنفسه حينما كانوا محاصرين في شعب أبي طالب " رحمه الله ". فلما لم يكن إلى إنكارهم مبيته على الفراش سبيل أغاروا على ________________________________________