[ 347 ] الحرام، فعرف انه غريب، فاستضافه ثلاثة ايام لا يسأله عن شئ، ثم سأله أبو ذر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فاخذه إليه بصورة سرية، حيث امره ان يتبعه، فان رأى ما يخاف منه عطف كأنه يريد أن يقضي حاجة، أو يصلح نعله. وبعد ان أسلم أبو ذر خرج إلى المسجد الحرام، فنادى باعلى صوته: أشهد ان لا إله إلا الله، وان محمدا رسول الله، فقام إليه المشركون فضربوه حتى اضجعوه، فاتى العباس، فاكب عليه، وقال: ويحكم، الستم تعلمون: أنه من غفار، وان طريق تجارتكم إلى الشام، فتركوه، ولكنه عاد في اليوم الثاني إلى مثل ذلك، فخلصه العباس (1). وثمة نصوص اخرى لا مجال لذكرها هنا. ولما ضرب أبو ذر جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله، اما قريش فلا ادعهم حتى أثأر منهم، ضربوني. فخرج حتى اقام بعسفان، وكلما اقبلت عير لقريش، يحملون الطعام، ينفر بهم على ثنية غزال، فتلقي احمالها، فجمعوا الحنط، ويقول ابو ذر لقومه: لا يمس احد حبة حتى تقولوا: لا إله إلا الله. فيقولون: لا إله إلا اللة، ويأخذون الغرائر (2). وحسب نص آخر: كان ابو ذر رجلا شجاعا يتفرد وحده بقطع الطريق، ويغير على الصرم في عماية الصبح على ظهر فرسه، أو على ________________________________________ (1) هذا ملخص ما في البخاري ج 2 ص 206 - 207 ط سنة 1309. والبداية والنهاية ج 3 ص 34، وحلية الاولياء ج 1 ص 159، ومستدرك الحاكم ج 3 ص 339، والغدير ج 8 ص 309 - 310 عن بعض من تقدم وصحيح مسلم ج 7 ص 156 والاستيعاب هامش الاصابة ج 4 ص 63 دلائل النبوة لابي نعيم ج 2 ص 86، وطبقات ابن سعد ج 4 قسم 1 ص 161 - 162 و 164 - 165 والاصابة ج 4 ص 63. (2) طبقات ابن سعد ج 4 قسم 1 ص 164. (*) ________________________________________