[ 342 ] أولا: لما تقدم من أن أبا بكر إنما اسلم بعد عدة سنوات من البعثة. وكان عمره حينئذ حوالي خمس وأربعين سنة. وثانيا: إن أبا قحافة إنما اسلم سنة ثمان عام الفتح (1) وأم أبي بكر أسلمت - كما قالوا - سنة ست من البعثة (2)، وأولاد أبي بكر حالهم معلوم، حتى إن احدهم قد طلب مبارزة أبيه - أبي بكر - يوم أحد أو بدر، كما سيأتي، فكيف يقول: انه قد أنعم الله عليه وعلى والديه بعد النبوة بسنتين، ويطلب من الله أن يوفقه لشكر هذه النعمة ؟ !. وثالثا: إن الاية المذكورة هي التي في سورة الاحقاف رقم 15، لانها هي التي ذكرت الاربعين سنة، دون الاية التي في سورة النمل رقم 19. وعلى هذا نقول: الاحقاف قد نزلت في المدينة، لا في مكة. واسلام ابي بكر كان في مكة قبل عدة سنوات. الدعوة في مراحلها، التي اجتازتها: ويرى البعض: أن الدعوة قد مرت بمراحل أربع: الاولى: المرحلة السرية، واستمرت ثلاث أو خمس سنوات. الثانية: الاعلان بالدعوة إلى الله بالقول فقط، دون اللجوء إلى العنف، واستمرت حتى الهجرة. الثالثة: مرحلة الدفاع عن الدعوة بالسيف. واستمرت إلى صلح الحديبية. ________________________________________ (1) أسد الغابة ج 5 ص 275 والاستيعاب (مطبوع بهامش الاصابة) ج 4 ص 162 وقاموس الرجال ج 10 ص 166 عن المعارف لابن قتيبة. (2) راجع الغدير ج 7 ص 324. (*) ________________________________________