[ 336 ] 1 - إنه قد تقدم ما يدل على أن إسلام أبي بكر قد كان بعد الخروج من دار الارقم، وبعد اشتداد الامر بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقريش، وقيام أبي طالب دونه ينافح عنه ويكافح. وهؤلاء قد أسلم أكثرهم قبل ذلك، وذلك لانه (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل نزول قوله تعالى: (وانذر عشيرتك الاقربين) لم يكن مأمورا بدعوة أحد. بل كان من يسلم إنما يسلم باختياره. ثم أمر (صلى الله عليه وآله وسلم) بدعوة عشيرته، ثم أمر بإنذار أم القرى ومن حولها، حتى انتهى الامر بإنذار كافة الناس. ولكنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أسلم معه من أسلم وخشي حصول بعض الصدامات لهم مع قريش اختار دار الارقم ليصلي أصحابه فيها، وبعد شهر اعلن بالامر، فلم تكن هناك سرية في دار الارقم بالمعنى الدقيق للكلمة. وأما الذين أسلموا قبل المواجهة مع قريش، فنذكر منهم: زيد بن حارثة الذي أسلم ثانيا، وفي نفس الوقت أسلم خالد بن سعيد بن العاص، وسعد بن أبي وقاص، وعمرو بن عبسة، وعتبة بن غزوان، ومصعب بن عمير (1) أما الارقم ابن أبي الارقم فكان سابعا (2)، وقصة إسلام أبي ذر معروفة، وكان إسلامه على يد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه، وعلي هو الواسطة، وسيأتي ذلك بعد صفحات يسيرة. ومن الاولين أيضا: جعفر بن أبي طالب، وبلال، وخباب بن الارت، والزبير بن العوام، وكل هؤلاء اسلم قبل أبي بكر - على حد تعبير الاسكافي في نقض العثمانية (3)، ويرى المقدسي: أن الزبير أسلم رابعا، ________________________________________ (1) تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 232 وسيرة ابن هشام ج 1 ص 264 وغير ذلك. (2) الاصابة، ترجمة الارقم ج 1 ص 28. (3) شرح النهج ج 13 ص 224، والعثمانية في أواخرها حيت ينقل كلام الاسكافي ص 286 والغدير ج 3 ص 241. (*) ________________________________________