[ 329 ] تعرضه دونه لما انتظرنا به. قلت: ومن تبعه على مخالفة دينكم ؟ قالوا: بني أبي طالب (1)). ولكن لنا تحفظ على هذا النص الذي يعطي لابي بكر منزلة كبيرة في قريش، وهي منزلة لا يؤيد التأريخ أن أبا بكر كان قد بلغها أصلا، كما سنشير إليه في موضعه. 6 - وعن إبن اسحاق، قال: إن أبا بكر لقي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: أحق ما تقول قريش يا محمد، من تركك آلهتنا، وتسفهيك عقولنا، وتكفيرك آباءنا إلخ. ثم ذكر إسلام أبي بكر (2). وان كنا نشك في صحة هذا النص الاخير، إذ أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يعبد تلك الالهة قط، فما معنى سؤاله عن ذلك ؟ ! إلا إذا قلنا إنه لم يكن يتجاهر برفضها، فصح أن يسأله عن ذلك. ويؤيد ذلك ما رواه المقدسي، قال: (إسلام أبي بكر - زعم بعض الرواة: أنه كان في تجارة له بالشام، فأخبره راهب بوقت خروج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة، وأمره باتباعه، فلما رجع سمع رسول اللة يدعو إلى الله، فجاء وأسلم (3)). ويؤيد ذلك أيضا قولهم: إن أبا بكر قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فقدت من مجالس قومك، واتهموك بالعيب لابائها وأمهاتها. فدعاه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الاسلام فأسلم (4). ________________________________________ (1) الاوائل للعسكري ج 1 ص 194. (2) دلائل النبوة للبيهقي ج 1 ص 416 / 417. والسيرة النبوية لابن كثير ج 1 ص 432 / 433. وسيرة ابن إسحاق ص 139. (3) البدء والتاريخ ج 5 ص 77. (4) البداية والنهاية ج 3 ص 29 / 30 والسيرة النبوية لابن كثير ج 1 ص 439. (*) ________________________________________