[ 352 ] يا لقريش: قد ذكرت النصوص المتقدمة: أن جهجاها استغاث. فقال يالقريش. بل إن ثمة نصا آخر يقول: إن الحادثة قد جرت بين رجل من قريش، ورجل من الانصار (1). ونقول: إن من الواضح: أن جهجاها رجل غفاري، وليس من قريش. فلا يمكن الاعتماد على ما ذكر، ولا الاخذ به مع مخالفته لهذه الحقيقة الثابتة. جهجاه المكروه سياسيا. قد أظهرت النصوص المتقدمة: أن جهجاها الغفاري هو صاحب المشكلة ومثيرها، ووصفته بأنه كان أجيرا لعمر بن الخطاب، يقود له فرسه. ثم إن بعض النصوص قد أظهرت حقدها على هذا الرجل بالذات، حيث تقول: " فكسع رجل من المنافقين رجلا من الانصار " (2). ومن المعلوم: أن المقصود بالمنافق هو خصوص جهجاه، لانه ________________________________________ (1) الدر المنثور ج 6 ص 226 عن عبد بن حميد، عن محمد بن سيرين. (2) الدر المنثور ج 6 ص 225 عن سعيد بن منصور، والبخاري، ومسلم، والترمذي، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل عن جابر. (*) ________________________________________