[ 340 ] الان ؟ ! فقال: يا رسول الله، إني لم أدعك لتؤنبني، ولكن دعوتك لترحمني، فاغرورقت عينا رسول الله (ص)، ثم طلب منه ابن أبي أن يشهد غسله، وأن يكفنه في ثلاثة أثواب من ثيابه (ص)، ويمشي في جنازته، ويصلي عليه (1). ونقول: أولا: إننا لا نستطيع أن نصدق بأنه (ص) قد قال لابن أبي، وهو على فراش الموت، ومن دون أي موجب: أجزعا يا عدوالله الان. فإن أخلاق النبي (ص)، وسياسته لا تنسجم مع هذه القسوة البالغة، حتى مع المنافقين، لا سيما، وأن ابن أبي هو الذي طلب من النبي (ص) الحضور. ثانيا: إن هذه القضية تؤيد كون قصة ابن أبي، وقوله: ليخرجن الاعز منها الاذل، إنما كان في غزوة تبوك كما قيل (2)، وهي في السنة التاسعة، سنة موت ابن أبي (3). وقد تقدم قولهم بعد ذكر هم لتلك الحادثة مع زيد: ولم يلبث ابن أبي إلا أياما قلائل، حتى اشتكى ومات (4). ________________________________________ (1) راجع: الدر المنثور ج 6 ص 226 عن عبد بن حميد عن محمد بن سيرين. (2) راجع: الجامع الصحيح ج 5 ص 417 والسيرة الحلبية ج 2 ص 286 و 287 والاستيعاب (مطبوع بهامش الاصابة) ج 1 ص 557 وفتح الباري ج 8 ص 494 عن النسائي، عن زيد بن أرقم. وعن عبد بن حميد بسند صحيح عن سعيد بن جبير، والدر المنثور ج 6 ص 224 عن عبد بن حميد، وابن أبي حاتم. (3) راجع: تاريخ الخميس ج 1 ص 473. (4) تاريخ الخميس ج 1 ص 473 عن المدارك ومعالم التنزيل، وبهجة المحافل = (*) ________________________________________