[ 445 ] ونقول: إن النصوص المختلفة تلمح وتصرح: بأن هزيمة الاحزاب كانت لاسباب ثلاثة: الاول: وهن أمر المشركين بسبب تضعضع ثقتهم ببعضهم البعض، مع طول الحصار، ثم مع ما واجهوه من مصاعب فيما يرتبط بالناحية المعيشية لهم ولكراعهم. وذلك لان خروجهم إلى حرب النبي بعد انقضاء زمن الحصاد، وفي سنة مجدبة، قد تسبب بنكسة قوية. وهو يدل على أنهم لم يدرسوا الموقف من جميع جوانبه، ولعل ذلك لاجل أنهم كانوا مطمئنين إلى أنهم سيحسمون الموقف لصالحهم في فترة وجيزة ففاجأهم الرسول بخطته الحربية التي التي كانت الظهر بالنسبة إليهم. الثاني: ما أرسله الله سبحانه عليهم من الريح والجنود التي لا ترى، فإن الاية وإن لم تصرح بأن هزيمتهم كانت بسبب ذلك إلا أن عدم التصريح هذا لان ذلك لم يكن هو تمام السبب في الهزيمة، بل كان من المؤثرات فيها. الثالث: ما قذفه في قلوبهم من الرعب، بسبب قتل فرسانهم وكبش كتيبتهم، حتى يئسوا من أن يلجوا الخندق مرة أخرى قال ابن ________________________________________ الاسلام للذهبي (المغازي) ص 250 وعن مسلم كتاب الذكر ج 8 ص 83 والبحار ج 20 ص 209 ودلائل النبوة للبيهقي ج 3 ص 456 وصحيح البخاري ج 3 ص 22 وبهجة المحافل ج 1 ص 271 والسيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 214 و 221 وعن فتح الباري ج 7 ص 406. (*) ________________________________________