[ 443 ] النجاة أتيتم. لما بعث الله عليهم من الرعب، وتركوا ما استثقلوه من متاعهم (1). ويقول البلاذري: بعد أن ذكر: أن الله سبحانه قد أرسل عليهم ريحا صفراء، فملات عيونهم فداخلهم الفشل والوهن، وانهزم المشركون وانصرفوا إلى معسكرهم، ودامت عليهم الريح.. " وقالت غطفان وسليم: والله، لمحمد أحب إلينا، وأولى بنا من يهود، فما بالنا نؤذيه وأنفسنا، وكانت تلك السنة مجدبة، فجهدوا، وأضر مقامهم بكراعهم، فانصرفوا، وانصرف الناس " (2). وكفى الله المؤمنين القتال (بعلي) (ع): إن ملاحظة معظم المؤخرين تعطينا: 1 - إن ما فعله نعيم بن مسعود - حسب زعمهم - من الفتنة بين بني قريظة والمشركين، ثم إرسال الريح عليهم. كان هو السبب في هزيمة الاحزاب (3). 2 - وبعضهم يرى: أن السبب هو الريح فقط، أو الريح والجنود (4). ________________________________________ (1) راجع: بهجة المحافل ج 1 ص 269 وسبل الهدى والرشاد ج 4 ص 546 عن ابن جرير، وابن أبي حاتم والسيرة الحلبية ج 2 ص 328 وراجع: السيرة النبوية لدحلان ج 2 ص 12. (2) أنساب الاشراف ج 1 ص 345. (3) راجع على سبيل المثال: فتح الباري ج 7 ص 302. (4) راجع سيرة مغلطاي ص 56 والدر المنثور ج 5 ص 192 عن ابن أبي حاتم وابن جرير عن السدي وقتادة. (*) ________________________________________