[ 430 ] قال حذيفة: فمضيت كأنما أمشي في حمام (1). فلما وليت دعاني، فقال: يا حذيفة، لا تحدثن في شيئا حتى تأتيني. وفي رواية: أنه (ص) قال له: إئت قريشا، فقل: يا معشر قريش، إنما يريد الناس إذا كان غدا، أن يقولوا: أين قريش ؟ أين قادة الناس ؟ أين رؤوس الناس، فيقدموكم، فتصلوا القتال، فيكون القتل فيكم. ثم ائت بني كناية، فقل: (وعلمه ما يشبه الكلام السابق لقريش، وكذا الحال بالنسبة لقيس). فذهب حذيفة فلما دنا منهم رأى أدهم ضخما عند نار توقد، وحوله عصبة، وقد تفرق الاحزاب عنه، و هو يقول: الرحيل الرحيل. ولم يكن حذيفة يعرف أبا سفيان قبل ذلك، فانتزع سهما ليرميه. فذكر وصية النبي (ص) له، فأمسك. قال: فلما جلست فيهم أحس أبو سفيان أنه قد دخل فيهم غيرهم، فقال: ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه. فضربت بيدي على يد الذي عن يمني، فأخذت بيده، فقلت: من أنت ؟ ! قال: معاوية بن أبي سفيان. ثم ضربت بيدي على يد الذي عن شمالي، فقلت: من أنت ؟ قال: عمرو بن العاص. وفي نص آخر: سهيل بن عمرو وفي آخر: سبحان الله أما تعرفني ؟ ! أنا فلان بن ________________________________________ (1) في تفسير القمي ج 2 ص 187 والبحار ج 20 ص 231: أنه بعد أن اجتاز الخندق شعر كأنه يمشي في حمام وراجع: الخرائج والجرائح ج 1 ص 157. (*) ________________________________________