[ 24 ] حسب نسبة اعتمادهم على الكتابة في العصور المتأخرة، إبتداء من عصر التدوين. ولسوف نشير إن شاء الله تعالى في غزوة بدر من هذا الكتاب، إلى مدى الاهمية التي اولاها الاسلام لمحو الامية، حتى لقد ورد أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد جعل فداء الاسير في غزوة بدر تعليم عشرة من أطفال المسلمين القراءة والكتابة كما سيأتي. وقد كانت بدر أدق مرحلة يمر بها الاسلام والمسلمون في دعوتهم إلى الله، وحربهم مع المشركين. وخلاصة القول: إن جهل العرب كان هو الحكم المطلق، ولا نلاحظ أية ظاهرة للنبوغ فيهم قبل الاسلام، بل على العكس من ذلك يمكن ملاحظة الكثير مما كان يزيدهم إمعانا في الجهل والحيرة والضياع ميزات وخصائص: لقد امتاز العرب قبل الاسلام ببعض الصفات التي تمدحهم الناس وأثنوا عليهم لاجلها. وهي صفات قليلة بالنسبة إلى ما يقابلها من صفات وعادات ذميمة. ولكننا إذا دققنا النظر فيها فإننا لا نجد فيها ما يوجب مدحا بل ربما كانت في كثير من الاحيان موجبة لعكس ذلك تماما. لان ما يعطي للشئ قيمته الحقيقية من أي نوع كانت هو دوافعه ومنطلقاته، وأهدافه. ونحن لا نجد في تلك الامور المنسوبة إلى العرب ما يبرر تمدحهم من أجلها، لا من حيث المنطلقات والدوافع، ولا من حيث الاهداف والغايات، كما سنرى. ولكن حين جاء الاسلام، وتغيرت تلك الدوافع والاهداف، أصبحت تلك الصفات ذات قيمة، وصاروا يستحقون عليها التكريم والتقدير. ________________________________________