[ 400 ] فالنبي (ص) يرى ان الحرب انما تهدف الى منع قوى الهيمنة والاستكبار من فرض إرادتها ومصادرة حرية الآخرين في الفكر وفي الايمان. والى دفع غائلة العدو الذي يريد سحق قوى الخير ونسف قواعد الإيمان وليس للحرب اي دور حين تجري الامور بصورة طبيعية فإن السلاح الذي يعتمد عليه الاسلام هو الدليل القاطع والبرهان الساطع والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة والحسنة والجدال التي هي أحسن... بل إن كل الجرائم التي ارتكبها مشركوا قريش في حق الاسلام والمسلمين لم تمنع النبي (ص) من ارسال الاموال الى مكة حبن علم ان اهلها يعانون من ضائقة كبيرة بسبب الجدب. ولم يكن منطلفة في ذلك ولا في موقفه هنا من عواطف تأثره تتحرك باندفاع وبعنفوان بصورة غير واعية ولا متزنة في الحالات الطارئة بل منطلقة صلى الله عليه واله هو القيم والمثل العليا وكل المعاني الانسانية الصافية والنبيلة فليس ثمة تناقص بين الاحاسيس والمشاعر وبين الموقف الرسالي والمبدأي بل ان مشاعره (ص) وأحاسيسه قد نمت وتربت في ضل مبادئة وقيمة ومن خلالها وإفمتنها تنطلق واليها تنتهي هناك قضية الاسلام والايمان فضلا عما هو ابعد من ذلك. بل تصرف النبي (ص) على اساس ما لديه من مثل وقيم وقناعات ومنطلقات إيمانية وإنسانية ومن ثوابت اخلاقية ودينية. ________________________________________