[ 392 ] قد ادعى البعض كابن شام ان النبي بسم الله الرحمت لا أن النبي (ص) رجع قبل ان يصل الى دومة الجندل (1). وقد يكون لنا الحق في أن نشك في صحة هذا القول ما دام أنه يعطي انطباعا سلبيا عن حالة المسلمين فإن الرجوع لا بد أن يكون لاحد سيبين أو وكلاهما مرفوض. وهما: الاول: إنه خاف من التعرض لقيصر فإنه قد راجع حساباته في الطريق فادرك ان هذا في غير صالحة فآثر الرجوع ولو تسبب ذلك بنوع من الشعر بالضعف لدى المسلمين وسوف يؤكد ذلك هيبة ملك الروم في نفوسهم وهذا مما لا ينمكن قبوله في حق النبي (ص). الثاني: إنه قد أحس بأن المدينة تتعرض لخطر من نوع ما في حال غيابه عنها سواء من دخلها من قبل المنافقين واليهود وغيرهم ممن لم يسلم حتى الآن أو من خارجها من قبل قريش ومن معها من المشركين المتربصين حول المدينة وفي سائر المناطق. وهذه ايضا نقطة ضعف أخرى كان من المفروض ان يكون (ص) قد حسب حسابها وأعد العدة لمواجهتهتا قبل ان يخرج من المدينة فلا يمكن ايضا قبول هذا السبب لما بتضمنه من سبب القصور أو التقصير - والعياذ بالله - الى ساحة قدس النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم. التوجيه الاقرب: وإذا صح أنه رجع ولم يبلغها فالاظهر أنه قد بلغه أن اهلها قد عرفوا ________________________________________ (1) راجع السيرة النبوية لابن هشام ج 3 ص 224 وتاريخ الخميس ج 1 ص 469 والسيرة النبوية لابن كثير ج 3 ص 177 عن ابن إسحاق والبداية والنهاية ج 4 ص 92 ودلائل النبوة ج 3 ص 390 (*) ________________________________________