[ 256 ] وأحكامه، ومن تتبع ودراسة اللغة العربية، من جهات وحيثيات مختلفة. إلا أن معظم ذلك قد جاء من خلال الاستفادة من النص القرآني الكريم، ومعرفة حقائقه ودقائقه، وسائر ما يرتبط به، ثم ما جاء على شكل روايات، نقلها لنا أناس عن غيرهم، ونقلها ذلك الغير عن آخرين أيضا.. وهكذا إلى أن ينتهي الامر إلى النبي (ص)، أو الامام (ع)، أو أي شخص آخر روى الحدث أو عاينه، أو صدر منه القول أو الموقف. فإذا أردنا البحث في صحة أو فساد هذا المنقول، فلابد لنا من امتلاك أدوات البحث، واستخدام وسائله. ونريد أن نوضح هنا: أن وسائل، وأدوات البحث العلمي لدى الواعين من أهل الاسلام، لا تختلف عنها لدى غيرهم من عقلاء البشر جميعا، فهم يعتمدون نفس المعايير والضوابط التي يعتمدها سائر العقلاء، والحكماء من الناس، إذا أرادوا الوصول إلى ما هو حق وواقع وصحيح، واستبعاد ما هو مزيف، أو محرف، أو مصطنع. ونحن لابد لنا من أجل استيفاء البحث من الاشارة إلى بعض تلك الادوات والوسائل (1)، فنقول: ________________________________________ (1) إن محط نظرنا في هذا الفصل وفي سابقه، هو - في الاكثر - النصوص المرتبطة بالنبي (ص)، والائمة المعصومين (ع). وما عدا ذلك من قضايا تاريخية فإنه لا يهمنا كثيرا الان. ونشير هنا إلى أن من المعلوم: أن التاريخ وكل قضايا التراث قد كتبت - في الاكثر - بأيد غير أمينة، فلا يمكن المبادرة إلى عرضها على أنها تاريخ أو تشريع، أو غير ذلك الا بعد دراستها بعمق، وتمحيصها بصورة كافية ووافية. ونحن نعترف في الوقت الحاضر أننا غير قادرين على القيام بمهمة كهذه. (*) ________________________________________